القائد المرحوم / علي خليفة الزائدي

من طرف **المدير العام** السبت نوفمبر 20, 2010 6:00 pm

لقد خصصنا هذا الجانب لكتابة سيرة ذاتية عن الشخصيات الكشفية الناجحة الذين بمروا على كشاف اجدابيا وفاء منا لهم وتقديرا لمجهوداتهم التي بذلوها في سبيل خدمة وطنهم وحركتهم الكشفية ولكن شخصيتنا لهذا اليوم ليس من الذين مروا على كشاف اجدابيا بل هو اب جميع كشافي ليبيا عبر تاريخها الطويل وبانيها وتقديرا من له رأينا أن نستثني من قسم هذا هذه الشخصية المعطاءة كونه هو اساس الكشافة الليبية ورأينا أن تكون بدايتنا به شخصيتنا هو القائد المرحوم على خليف الزائدي .

ولد علي خليفة الزائدي من أبوين ليبيين بمدينة الخمس في ليبيا سنة 1909، وما إن بلغ من العمر سنتين كاملتين حتى هاجرت أسرته يمن هاجر إلى بيروت وأقامت فيها هربا من ظلم المستعمرالإيطالي وجوره وعاش في بيروت عيشة بسيطة متواضعة حتى أتيح له أن يلتحق بالكلية الإسلامية فينهل منها بعض العلم وأن يتعرف فيها إلى بعض أبناء العائلات الإسلامية وكان أثناء دراسته شغوفاً بحب الموسيقى التي استحوذت على مشاعره فانصرف عن العلم ليلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى ويحمل شهادته وقد عرف الزائدي خلال هذه الفترة من حياته بحبه لأسرته المهاجرة التي باتت تبحث عن لقمة العيش تسد بها رمقها وكان على خليفة الزائدي أكبر أخوته وأملهم المرتجى فما تعفف عن العمل طالما أنه كان ؤمن له ولعائلته اللقمة بشرف فخاض معترك الحياة وكافح وما إن أصبح شاباً يافعاً حتى استهوته الحركة الكشفية وقد رآها تضم رفاقه القدامى في الكلية الإسلامية فانتسب إلى جمعية الكشاف المسلم عام 1927 كشافاً عادياً حيث أخذت ميوله تتبلور وبدأت شخصيته القيادية تظهر فكان مجلياً بين أترابه وأقرانه وفي عام 1933 وكان قد امتلك ناصية الموسيقى، شكل الفرقة الفنية الأولى من نوعها في عالم الكشفية وظل على رأسها سنوات عديدة مهتماً تجهيزها حتى أصبحت حديث الأندية والمجتمعات فكانت السباقة في مجالات الخدمة العامة كما كانت السباقة في مجالات الإعداد والتدريب وكان أفرادها يعرفون بكفاءتهم ومقدرتهم الكشفية وبطابعهم الكشفي المميز وما إن حلت كارثة (كوكب الشرق) في ساحة البرج في بيروت عام 1934 وأخذ البناء الضخم ينهار منذرا بوقوع كارثة رهيبة، حتى كان علي خليفة الزائدي على رأس أفراد الفرقة الفنية يهرعون إلى نجدة المصابين وإسعاف المنكوبين فكان عملهم البطولي مدعاة فخر واعتزاز رجال الشعب والحكومة في آن واحد وفي عام 1937 أصبح علي خليفة الزائدي قائداً مجموعة من الفرق الكشفية التي كانت تتخذ من بيت الكشاف مركزاً لها فأظهر مقدرة فائقة في قيادتها وتوجيهها وأصاب نجاحاً مرموقاً في تدريب أفرادها وكان يصرف وقته في إعداد برامجها ومخططاتها مما حمل جمعية الكشاف المسلم على تقديره فأسندت إليه مهمة إدارة بيت الكشاف الذي عرف بفضل إدارته الحكيمة الواعية أزهى وأنشط عهوده وما إن حل صيف عام 1938 حتى كان الزائدي يقيم على أعلى هضاب رويسات صوفر (لبنان أكبر مخيم صيفي شهدته البلاد العربية التقت فيه وفود كشفية وطلابية من مختلف البلاد العربية وظلت لجمعية تعهد إليه سنة بعد أخرى بقيادة هذه المخيمات الصيفية حتى عام 1952 وكانت جميعها تحظى برعاية الحكومة اللبنانية وتشجيعها وبرزت مواهب علي خليفة الزائدي في ميادين التدريب والتثقيف الكشفي، وكان الكشافون الذين يشرفون على تدريبهم من أبرزالكشافين وأكثرهم كفاءة وقدرت فيه الجمعية هذه المواهب فعينته قائداً لجميع مخيماتها التدريبية المخصصة للقادة وعرفاء الطلائع وما إن حل عام 1940 حتى أصبح علي خليفة الزائدي المفتش العام لجمعية الكشاف المسلم واستمر في مهمته هذه حتى سنة 1952 فكان يطوف بالمحافظات اللبنانية يشرف على الفرق الكشفية المنتشرة فيها وكافأته الجمعية فانتخبته عضواً دائماً في مجلس عمدتها وانتدبته ليمثلها لدى الاتحاد الكشفي اللبناني وفي عام 1941 دخلت قوات الحلفاء إلى لبنان فنشبت بعض المعارك بينها وبيت قوات حكومة فيشي الفرنسية فهب مع نفر من القادة والكشافين إسعاف الجرحى الوطنيين والأجانب وأشرف على نقلهم إلى المستشفى العسكري الفرنسي وراح وأعوانه يسهرون على راحتهم ويشرفون على علاجهم وفي سنة 1947 عهد إليه الإتحاد الكشفي اللبناني بقيادة البعثة الكشفية اللبنانية إلى جامبوري السلام في واسون (فرنسا) كما كان أحد القادة الستة الذين مثلوا لبنان في المؤتمر الدولي وكأني بالأحداث الجسام تلاحقه عاماً إثر عام. إذ لم يكد ينصرم عام 1947 حتى كانت نكبة العرب الكبرى في فلسطين وأخذت جموع عبها تهرع إلى بيروت هرباً من العصابات الصهيونية ودعا علي خليفة الزائدي لتنظيم إستقبال الوافدين العرب وإقامة المعسكرات لهم وتنظيم حياتهم اليومية وتدبير ما يحتاجون إليه من غذاء وكساء وقد قام بالمهمة خير قيام وأثبت من جديد أنه الرجل الإداري لحصيف والقائد الحكيم وفي سنة 1949 ترأس بعثة الجوالة اللبنانية إلى الأجتماع الدولي العام الذي عقد بالنروج وعاد إلى لبنان لينصرف مجدداً إلى عمله لكشفي ويتابع رسالته نحوالناشئة اللبنانية وقبل أن يقرر العودة إلى وطنه الأول، ليبيا كان قد نشر مجموعة كبرى من أنفس الكتب الكشفية العالمية وأعد للبنان نخبة قادته الذين يتولون حتى الآن زمام الحركة الكشفية ويقودونها في معارج التقدم والنجاح أما حياته القصيرة في ليبيا، فقد عرفت بجليل الأعمال عظيم الإنجازات وتوجت هامته بأكاليل الغار فما إن حط الرحال بطرابلس الغرب عام 1954 حتى أنشأ أول فرقة كشفية وفي صيف لك العام تمكن من إعداد وقيادة أول بعثة كشفية ليبية إلى المخيم الكشفي العربي الأول بالزبداني – سوريا وتتابعت جهوده المثمرة، انكب في دأب وإصرار على إرساء قواعد الحركة الكشفية في ليبيا على أسس متينة وبعدها عين في عام 1964 مستشاراً لوزارة لعمل والشئون الإجتماعية بدرجة وكيل وزارة ثم عين عضواً بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب منذ تشكيله عام 1965 وكان قد انتخب عام 1960 عضواً في اللجنة الكشفية العربية وأعيد انتخابه لعضويتها عام 1964 في عام 1958، وعقب صدور قانون كشاف ليبيا، انتخب قائدا عاماً لكشاف ليبيا حيث بقي يتحمل مسؤولية هذا المنصب الكبير حتى وفاه الأجل المحتوم في 30 كانون الأول ديسمبر سنة 1966 في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروتوكان يحمل الأوسمة البارزة الآتية لىجانب غيرها من الأوسمة والميداليات الكشفية
وسام الاستحقاق اللبناني المذهب سنة 1954
نيشان الاستقلال عظيم الشأن من الطبقة الثانية مع الرصيعة سنة 1966
وسام الذئب البرونزي سنة 1966 أرفع وسام كشفي عالمي
وسام الصليب الفضي اليوناني سنة 1966
سنة 1966 وسام الصقر الفضي أرفع أوسمة كشافة الجمهورية العربية المتحدة
وسام الفينكس سنة 1966 أرفع أوسمة اليونان
قلادة الكشاف العربي سنة 1966 أرفع أوسمة المكتب الكشفي العربي
وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط سنة 1966 وهو آخر وسام تقلده الفقيد من الحكومة اللبنانية قبل وفاته بأيام
نشر عدة كتب وهي سلسلة اصدرتها "جماعة فنون الغابة".